الأحد، 23 مارس 2014

الكلمة الافتتاحية

السيدات والسادة الزوار الكرام،
أهلا ومرحبا بكم في هذا الصرح الفريد الذي يشكل الخطوة الأولى على طريق الألف ميل في رحلة تحدٍ حقيقية بين الموروث الكتابي البارز وبين تطلعات جيل جديد بات يحلم بالتطوير والتجديد وأدرك أن لا مفر من خوض معركة البناء فهبّ مسرعا ليلبي نداء الضمير والحكمة بانيا مستقبله بيديه.

في خمسينات القرن الماضي انطلقت رحلة خط برايل العربي منقذة لآلاف المكفوفين في مصر والوطن العربي من غياهب الأمية، فسن أسلافنا خطا عربيا نقطيا بارزا منطقيا يساعد التلاميذ المكفوفين على الاستذكار ونيل الشهادات الدراسية بعد دراسة مناهج التعليم الأساسي والتعليم الثانوي كأقرانهم من التلاميذ المبصرين. شكلوا لنا خطا بارزا يحوي أحرف الهجاء والأرقام وبعض علامات الترقيم والإشارات الحسابية الأساسية، فانتشر هذا الخط بين أوساط المكفوفين بسرعة فائقة لسهولته من جانب ولاحتياج المكفوفين الماس له من جانب آخر. ساعدنا خط برايل على تلقي مختلف المواد الدراسية الأدبية التي تعتمد في مجملها على النصوص التقليدية، ولم يكن أحد يتصور يوما أن تطلعات المكفوفين وتشوفهم للدراسات العلمية ستلقي باللائمة على هذا الخط ورصد ما به من قصور.

بقي الخط الذي بلغ من العمر ما يقارب من ستين عاما ولم يسعى أحد لتطويره بشكل علمي جماعي دقيق، فلم نسمع يوما عن أي منظمة أهلية أو جهة حكومية تطرح مبادرة لتطوير هذا الخط بما يلائم العصر الحديث باستثناء بعض المحاولات مثل "مؤتمر تطوير خط برايل" عام 2002 بالرياض الذي لم يتم تفعيله حتى الآن!

المكفوفون في أكثر من عشرين دولة عربية يتعلمون ويذاكرون ويعيشون مع خط برايل العربي الذي يلبي احتياجاتهم المبدئية من القراءة والكتابة، بل يستخدمه المكفوفون المسلمون حول العالم لقراءة القرآن الكريم، ومع ذلك يبقى هذا الخط ضحية لكل من تباطأ في تطويره وترقيته لكي يواكب العصر.

إنني إذ أفتتح معكم وبكم هذا المقر المتواضع للهيئة المصرية لرعاية الخط البارز، التي نحلم يوما بتأسيسها، أتوجه لكم بخالص التحية والتقدير والامتنان على ما تقدمونه خدمة لهذا الخط العبقري الذي يحمي أبناءنا المكفوفين من ظلمات الأمية ويمنحهم فرصتهم الكاملة في تعليم متكافئ مع تعليم أقرانهم المبصرين، أحيي فيكم روح الجد والإخلاص لهذا الخط، وأتمنى أن نتعاون على تحقيق الأهداف العامة والأهداف المرحلية التي نتفق عليها من أجل ترقية خط برايل العربي.

لكم مني خالص التحية