ولد لويس برايل في الرابع من يناير عام 1809 في مدينة قريبة من العاصمة الفرنسية باريس. وفي الثالثة من عمره فقد بصره بسبب آلة حادة دخلت إلى عينه عندما كان يلعب بالأدوات التي يستعملها أبوه في حانوته لتقطيع الجلود. التحق بمدرسة قريبة من منزله واستمر فيها عامين إلا أن اعتماده على السمع فقط للاستذكار كان مهمة شاقة. ثم التحق بعد ذلك بالمعهد الملكي لشباب المكفوفين بباريس.
لم تختلف الدراسة بمعهد المكفوفين كثيرا عن مدرسته القديمة! لقد حوت مكتبة المعهد 14 كتابا هائلة الحجم! كانت الكتب مطبوعة بالحروف العادية ولكن بأسلوب بارز بحيث يتحسسها المكفوفين لقراءتها. كانت هذه طريقة رتيبة للقراءة أما الكتابة فلم يكن لها مكان في هذا المعهد! لقد كانت هذه الطريقة في القراءة بطيئة جدا وكانت تعصف بما لدى لويس من تركيز.
وفي عام 1821 زار المعهد ضابط فرنسي متقاعد كان يعرض لشفرة ابتكرها تحت مسمى "الكتابة الليلية" وكانت عبارة عن 12 نقطة بارزة يمكن للجنود استخدامها لتداول المعلومات شديدة السرية. لقد فشل الجنود في فهم هذه الشفرة، ومع ذلك نجح لويس ذو الاثنا عشر ربيع في استيعابها بالكامل! اختزل لويس النقاط البارزة إلى ستة نقاط
وكوّن منها كافة الحروف الهجائية والأرقام وعمره لم يتعدى 15 سنة.
وفي عام 1829 أخرج أول كتاب بطريقة برايل للنور بل لم يكتفي بذلك فقام في عام 1837 بإضافة رموز النوتة الموسيقية ورموز الرياضيات لطريقته العبقرية.
لسوء الحظ لم تحظى طريقة برايل باهتمام المسئولين عن تعليم المكفوفين في ذلك الوقت ولم تحظى بأي تقدير فكان على المكفوفين تعلمها وتداولها فيما بينهم بشكل غير رسمي حتى أن معهد المكفوفين الذي نشأ فيه لويس برايل نفسه لم يعتمد طريقة برايل إلا بعد وفاته بسنوات عديدة.
توفي لويس في عام 1852 ولم يشهد مدى نجاح طريقته وذيوعها. وما لبث أن انطلقت طريقة برايل وراجت بين المكفوفين حول العالم بدأً من عام 1868 على يد مجموعة من البريطانيون تلك المجموعة التي أسست المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين. أما الآن فلا توجد دولة في العالم لا تعتمد طريقة برايل وسيلة للقراءة والكتابة للمكفوفين وتخطت كتابة برايل صفحات الكتب والمجلات لتغزو قوائم المطاعم ولواصق عبوات الأدوية والكثير من التطبيقات التي تساعد كل كفيف.